على أعتاب تشرين ، يشد الخريف غيمةً من بعيدٍ ، يعصرها قطرةً قطرة ، يعجن تلك القطرات بالأرض ، يشكل بها أجمل عطرٍ ، بعد فرح الأرض العطشى بورود تلك القطرة ، فتقيم الأفراح بصمت صاخب يعم المكان ، تفوح العطور وتتساقط الأوراق الهرمة ، لتتعرى وتكشف النقاب عن الجسد الفتي ، الذي آن له أن يغتسل بماء السماء . وأنا أصعد السلم للسماء لأمد يدي لخيوط شمس الخريف التي طالما انتظرتها ، لتُكسني بثوبٍ ذهبيٍ رقيقٍ أنيق ، وتبلل جسدي بقطرات الندى ، وتلبسني معطفاً بلون السحاب لأعلو وأعلو ، ألوح للطيور المهاجرةِ إلى البعيد ، إلى ما وراء الأفق تلاحق الشمس التي تتوارى ذاهبةٌ إلى بلادها ، بلاد الشمس الحارقة .
يا أيتها السحب البعيدة أقبلي ، يكفيكِ إغترابا ، أما آن لك بأن تحطِ رحالك هنا ؟ فقد تشقق الجسد عطشاً كما الأرض ، فاغرسي أمطارك في القلب لتنبت حباً ، وفي الأرض لتنبت زهرا .
على أعتاب الخريف كنت أمهِّد القدوم للكون ، حزمت أمتعتي وفككت أسر الرحم ليتلقفني كانون بثلجه وصقيعه ، وعلى أعتاب الخريف سأحزم يوماً ما أمتعتي لأقلع من جديدٍ في رحلة يطول المسير فيها ، لأتوقف هنا وهناك بحريّة الطيور أحط على الشجرة التي تعرّت من أغصانها الميّتة ، وأعانق أرضاً في جسدي تتأهب لاستقبال عطاء السماء ، في معركةٍ صاخبة واحتفالٍ مهيبٍ للأرض والسماء ببرقها ورعدها ورياحها العاصفةِ الهوجاء .
على أعتاب الخريف سأسلم في يوم ما روحي للأرض والسماء ، فأهلاً بك تشرين ، اشتقت لك فعانقني . يا تشرين أدنو مني واقترب ، فقد تملكني الغضب وجوفي يلتهب ، أطفئ لهيب العمر بقطراتك ، وأنعش جوفي بنفحاتك ، وكلل الروح بدفء لمساتك . اصفرت أوراق شجيرات الدار ، وبدأت بالزوال ، تحملها النسمات وتوصلها أرضا ، تبللها أمطار السماء لتغفو في باطن الأرض الجردء ، وتتفتت تلك الأوراق ، تهب الحياة للبذرة الندية ، وتقدم الروح لها زادا ، وكأس نبيذها ما تجود به السماء لتحفر التراب والصخر من قوة ضعفها ، وتنتصب على الأرض كفتاةٍ قويّةٍ شقيةٍ في نيسان ، زهرةً تصوب ناظريها للشمس تتحداها ، وتداعب بتلاتها الريح ، فيا تشرين أمطر ، كفاك شحوباً وجفافا ، هب الروح للأرض العطشةِ الجرداء ، ولي لأنبت وأصبح تلك الزهرةَ من جديد ، لأزهر في نيسان ، وأضرب جذوري في الأرض على مدار الأيام
يا أيتها السحب البعيدة أقبلي ، يكفيكِ إغترابا ، أما آن لك بأن تحطِ رحالك هنا ؟ فقد تشقق الجسد عطشاً كما الأرض ، فاغرسي أمطارك في القلب لتنبت حباً ، وفي الأرض لتنبت زهرا .
على أعتاب الخريف كنت أمهِّد القدوم للكون ، حزمت أمتعتي وفككت أسر الرحم ليتلقفني كانون بثلجه وصقيعه ، وعلى أعتاب الخريف سأحزم يوماً ما أمتعتي لأقلع من جديدٍ في رحلة يطول المسير فيها ، لأتوقف هنا وهناك بحريّة الطيور أحط على الشجرة التي تعرّت من أغصانها الميّتة ، وأعانق أرضاً في جسدي تتأهب لاستقبال عطاء السماء ، في معركةٍ صاخبة واحتفالٍ مهيبٍ للأرض والسماء ببرقها ورعدها ورياحها العاصفةِ الهوجاء .
على أعتاب الخريف سأسلم في يوم ما روحي للأرض والسماء ، فأهلاً بك تشرين ، اشتقت لك فعانقني . يا تشرين أدنو مني واقترب ، فقد تملكني الغضب وجوفي يلتهب ، أطفئ لهيب العمر بقطراتك ، وأنعش جوفي بنفحاتك ، وكلل الروح بدفء لمساتك . اصفرت أوراق شجيرات الدار ، وبدأت بالزوال ، تحملها النسمات وتوصلها أرضا ، تبللها أمطار السماء لتغفو في باطن الأرض الجردء ، وتتفتت تلك الأوراق ، تهب الحياة للبذرة الندية ، وتقدم الروح لها زادا ، وكأس نبيذها ما تجود به السماء لتحفر التراب والصخر من قوة ضعفها ، وتنتصب على الأرض كفتاةٍ قويّةٍ شقيةٍ في نيسان ، زهرةً تصوب ناظريها للشمس تتحداها ، وتداعب بتلاتها الريح ، فيا تشرين أمطر ، كفاك شحوباً وجفافا ، هب الروح للأرض العطشةِ الجرداء ، ولي لأنبت وأصبح تلك الزهرةَ من جديد ، لأزهر في نيسان ، وأضرب جذوري في الأرض على مدار الأيام
ليست هناك تعليقات :